مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

عندما يقرب الرحيل

عندما يقرب الرحيل
تتناقص الأيام، ويقرب رحيل الشهر الكريم، شهر العبادة والخيرات، شهر الرحمة. كتب أحدهم:
بالأمس كنت أقول: رمضان أهلاً،
والآن أقول: رمضان مهلاً،
ما أسرع خطاك..
تأتي على شوق..، وتمضي على عجل..
قال الشاعر (الدلاش) في (فلسفة الحياة) مودِّعاً الشهر الكريم:
بالأَمْسِ أَقْبَلَ مُشْرِقَ المِيلادِ
شَهْرُ التُّقَاةِ وَقِبْلَةُ العُبَّادِ
فِي مَوْكِبِ الأَفْرَاحِ حَطَّ رِحَالَهُ
وَأَقَامَ فِي بِشْرٍ وَفِي إِسْعَادِ
حُلْمٌ يَمُرُّ وَفُرْصَةٌ مَرْغُوبَةٌ
كَالطَّيْفِ لا كَبَقِيَّةِ الآمَادِ
وَاليَوْمَ شَدَّ إِلَى الرَّحِيلِ مَتَاعَهُ
قَدْ زَوَّدَ الدُّنْيَا بِخَيْرِ الزَّادِ
لا أَوْحَشَ الرَّحْمَنُ مِنْكَ مَنَازِلاً
خَيْرَ اللَّيَالِي بَيْنَ كُلِّ مَعَادِ
رَمَضَانُ تَأْتِي وَالوُجُودُ مُعَرِّسٌ
وتَجِيءُ إِثْرَكَ بَهْجَةُ الأَعْيَادِ
وَإِذَا عَزَمْتَ عَلَى الرَّحِيلِ فَإِنَّمَا
حُزْنُ الفِرَاقِ يَحِزُّ فِي الأَكْبَادِ
نصّ شاعري كتبته نفس تواقة لبقاء ما يجمع الأمة على الطاعات والوحدة والألفة والمحبة والتواصل الدائم مع خالق البرية المتصرف في الكون كله، على أنه لم يكن الوحيد الذي تغنّى برمضان، فهناك الكثير غيره ممن تمنوا بقاءه، كقول أحدهم:
يا رب هذا الشهر شَدّ رِحاله
فلقد تآكل في السماء هِلاله
أأنتشي فرحاً ببهجة عيدِهِ
أم أنطوي حُزناً على أفضاله
وقال الشاعر عبدالله بن علي، من شعراء الأحساء، في وداع رمضان:
خليليَّ شهر الصوم زُمّت مطاياه
وسارت وفود العاشقين بمسراه
فقُوما بنا نبكي على حسن عهده
وما فاتنا منه ونذكر حسناه
وياحَادِيَي أظعانه لو وقفتما
فنقضي من الأوطار ما قد نسيناه
على أنه يُقضى الزمان جميعه
وما وطر من حب ليلى قضيناه
فيا شهر لا تبعَد لك الخير كله
فأنت ربيع الوصل يا طيب مرعاه
ترى زمر الأحباب في ظل ليله
وقوفاً على أقدام ذُل به تاهوا
ينادونه يا من إليه ملاذنا
وليس يلوذ العبد إلا بمولاه
فما كان أحلاهم إذا ما تمثلوا
لديه صفوفاً بالمعاذير قد فاهوا
وما كان أحراهم بنيل مناهمُ
فقد أدلجوا عاصٍ مُنيب وأوَّاه
مساجدنا معمورة في نهاره
وفي ليله والليل يُحمدُ مسراه
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك والنجاة من نيرانك، اللهم اجعلنا فيه من المقبولين ومن النار معتوقين، اللهم اجعلنا ممن شملتهم الرحمة وعمتهم المغفرة يا أرحم الراحمين يارب العالمين.
وكل عام والكل بخير وبصحة وعافية.

ذو صلة