رَفَّ مِنْ حِلْيَةِ الجَمالِ المُجَلِّي فِي حُبُورٍ بِكُلِّ طَوْدٍ وَسَهْلِ
يَنْثَنِي كَالغِيدِ النَّضِيرِ وَيَرْجُو قَبَساتٍ مِنَ السَّنا المُسْتَهَلِّ
يَتَراءَى مِنْ حَوْلِهِ نَجْمُ سَعْدٍ رائقُ الحُسْنِ فِي السَّماءِ يُصَلِّي
مِنْ جَمالِ الوُجُودِ يَرْنُو مَلِيّاً نَاظِراً حَوْلَهُ يُعِيدُ التَمَلِّي
نَبْضُ أشْواقِهِ تَباشِيرُ فَجْرٍ باسِمٍ فِي الدُّنى بَهِيِّ التَجَلِّي
وَنَسِيمُ الأمْجادِ يَعْبَقُ فَخْراً فِي رُبُوعٍ وَكُلِّ حَبَّةِ رَمْلِ
فِي ضِفَافِ الأنْهارِ يَطْرَبُ قَلْبِي فِي بِسَاطِ الرُّبَى يَطِيبُ التَسَلِّي
تَسْبَحُ الرُّوحُ فِي ظِلالِ الرَّوَابِي تُلْهِبُ الحِسَّ مِنْ شُعاعٍ وَعَقْلِي
فِي رِحابِ الكَوْنِ الفَسِيحِ أُنادِي أَيُجِيبُ الوَرَى لِبَاعِثِ قَوْلِي؟
لاحَ لِي الكَوْنُ فِي غَدِيرٍ بَهِيجٍ فَرَأيْتُ الآياتِ تَتْرَى كَظِلِّي
وَزُهُورٍ لَمَحْتُها بارِقاتٍ قَدْ أنارَتْ حُسْناً كَبَدْرٍ مُطِلِّ
فَأرَى مِنْ مَباهِجِ الحُسْنِ وَشْياً يَلْهَجُ الكَوْنُ بِالمَحاسِنِ قَبْلِي
تَسْعَدُ النَّفْسُ مِنْ عَبِيرِ الأَقاحِي فِي مُرُوجٍ وَكُلِّ دَفْقَةِ سَيْلِ
أَنْسُجُ الدُرَّ مِنْ بَدِيعِ القَوافِي وَتَفُوحُ الوُرُودُ مِنْهُ وَفُلِّ
يَعْلَمُ الرَّوْضُ وَالبَلابِلُ أنِّي عاشِقٌ أجْتَلِي الحَياةَ وَأُجْلِي
لَفْحَةُ الوَجْدِ فِي الحَشايا وَنَبْضٌ خافِقٌ فِي الضُّلُوعِ هَمْساً وَيَغْلِي
وَتَرِفُّ الطُّيُورُ وَجْداً وَشَوْقاً وَقُلُوبٌ مِنَ الإلَهِ الأجَلِّ
ما خُفُوفُ الطُّيورِ إلاَّ هُيامٌ صادِقُ الحُبِّ فِي الوَرَى وَهْوَ مِثْلِي