مجلة شهرية - العدد (570)  | مارس 2024 م- شعبان 1445 هـ

البوصلة نحو آسيا

فريق مراسلي المجلة العربية:
عبدالرحمن الخضيري: الرياض | داليا عاصم: مصر | منى حسن: السودان
أسمهان الفالح: تونس | محمد العقيلي: الأردن


تذهب معظم القراءات الإستراتيجية نحو القول بتعدد الأقطاب لا واحدية القطب، فيما يتعلق بإدارة شؤون العالم في المستقبل. على نحو بدأت معالمه تتآلف خلال السنوات العشر المنصرمة. إلا أن ثمة استقراءات أكثر حداثة وأدق تحديداً تذهب نحو أن هناك تحولاً في القوة العالمية لصالح الجغرافيا الآسيوية. فإذا كان القرن التاسع عشر ينتمي إلى أوروبا، والقرن العشرون للولايات المتحدة. فإن القرن الحادي والعشرين ينتمي الآن إلى آسيا.
أصحاب هذا الاتجاه يجادلون بأن الهيمنة الثقافية والاقتصادية على وجه التحديد لم تعد علامة أمريكية أو أوروبية فحسب، بل وبمنافسة عالية جداً لهما هي هيمنة آسيوية صاعدة وبقوة، ففي الجانب الاقتصادي عادت آسيا إلى أنماط التجارة والتبادل الثقافي التي ازدهرت قبل فترة طويلة من الاستعمار الأوروبي والهيمنة الأمريكية. وفي هذا السياق تحضر الصين بوصفها قوة رئيسة في الكتلة الآسيوية الصاعدة، ولاعباً رئيساً في نظام آسيوي واسع، إلا أنها مجرد جزء من شبه القارة الآسيوية المزدهرة للغاية التي بدأت تظهر الآن على الساحة العالمية. وهنا تحضر الكتلة الخليجية كأحد أبرز مرتكزات هذا القطب الآسيوي الصاعد.
من هذا التقديم تتجه (المجلة العربية) نحو مناقشة هذا الملف الفكري الإستراتيجي المستقبلي عبر مشاركة معمقة تستهدف (المستقبل الآسيوي) من خلال تقديم قراءة للوضع العالمي والدولي الراهن ومدى الحضور الآسيوي فيه، واستحضار فكرة المستقبل الآسيوي، وكيف يمكن تكثيفها وتلخيصها للقارئ العربي، إلى جانب معاينة موقع الدول العربية في المستقبل الآسيوي، ومقاربة الجهود السعودية التي يلمسها العالم أجمع حيال تشكيل قوة مركزية نحو الحضارة المستقبلية وانعكاسها على المستقبل الآسيوي.

ذو صلة