مجلة شهرية - العدد (587)  | أغسطس 2025 م- صفر 1447 هـ

مكيافيلي.. ليس من نعتقد أنه هو

حين يتعلق الأمر بالكتابة عن مكيافيلي، نكون في غنى عن وضع مقدمة بيوغرافية تقليدية عن حياته.
كان الفيلسوف الألماني هايدجر قد افتتح درسه عن أرسطو بعبارة واحدة: (ولد أرسطو، وعمل، ومات)، واستغنى بها عن تقديم سيرة موجزة معتادة عن حياته.
نستطيع قول ذلك أيضاً عن المفكِّر والكاتب ورجل الدولة الإيطالي الشهير نيكولو مكيافيلي: ولد، وعمل، ومات.
بالنسبة لي، مضى عليَّ وقت لم أكن أعرف عن مكيافيلي سوى أنه الرمز الشيطاني للسياسة المتجرِّدة من الأخلاق، وهو انطباع ما زال رائجاً عند العوام من الناس إلى اليوم، في الشرق كما في الغرب.
غير أني، بعد قراءات مطولة، توصّلت إلى أن خطيئة مكيافيلي التي أدانته بسببها ضمائر الناس هي أنه كان صريحاً جهيراً في قول أشياء يقولها غيره بالهمس والغمغمة.
كان مكيافيلي (توفي عام 1527م) نصيراً متحمّساً لكل فاعلية سياسة ممكنة وناجحة معاً، دون أن يشترط أن يكون السبيل إلى بلوغ ذلك أخلاقياً بالكامل أو لا أخلاقياً بالكامل.
في مذهب مكيافيلي، فإن الأمير، أو العاهل، أو رجل الدولة، هو من يقع عليه تقدير ما يلزم وما لا يلزم من أخلاقيات وفضائل لتحقيق أهدافه وأهداف مملكته أو جمهوريته.
ولا بد أن أميراً سيكون جديراً بالنجاح إن استطاع المواءمة بكفاءة بين القوة والأخلاق، بين مقتضى السياسة ومقتضى الفضيلة.
غير أن الأمير إذا ألفَى نفسه في وضع يتوجَّب فيه الاختيار بين أن يكون محبوباً أو مهاب الجانب، فمكيافيلي سيخبره على الفور أن يختار المهابة.(1)
كان كتاب (الأمير)، منذ ظهوره، مثاراً لما لا يحصى من التعليقات والنقاشات والشروح، مع محاولات دؤوبة لإبقاء شيء من التقليد السياسي الذي وضعه مكيافيلي معاصراً وصالحاً للاستعمال مع بعض التحوير والتعديل.
على سبيل المثال، يذهب المفكّر الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي (توفي 1937م)، إلى أن (الأمير الحديث/ الجديد) حسب المفهوم المكيافيلي -وهو الذي يسميه ابن خلدون الدولة الحادثة أو المستجدة- بإمكانه (أن يكون نظاماً لا أن يكون شخصاً حقيقياً، فرداً عينياً.
نظام بمعنى عنصر مجتمعي مركّب (حزب) يبتدئ فيه تلاحم الإرادة الجمعية وتأكيدها الجزئي في الممارسة).(2)
واضح إلى أي حد يرغب غرامشي في أن يضيف إلى لفظ (أمير) مدلولات تناسب عصره وتستوعب الصيغ والممارسات السياسية الحزبية والدولتية التي سادت في العالم الغربي في النصف الأول من القرن العشرين.
ولعل ما أراده غرامشي على وجه الدقة، هو تقريب التنظيمات الحزبية الاشتراكية الماركسية من الفكر (الحي) لمكيافيلي ومفاهيمه التي جاءت (وكأنها أشكال فنية وثمرات خيال خلّاق)، على حدّ تعبير غرامشي.
وعلى النقيض من روسو الذي قال إن مكيافيلي قدَّم أعظم الدروس للشعوب، نجد غرامشي يصف مكيافيلي بـ(معلّم الطبقات الحاكمة الأول في فن السياسـة).(3)
وخلافاً لهما معاً، كان أرنست كاسيرر يرى أن إسهامات مكيافيلي في فن السياسة قد كُتبتْ (للدولة الشرعية وغير الشرعية على حدٍّ سواء، كما أنه يصلح لهما معاً)، (فإن شمس حكمته السياسية تشرق على كل من الأمراء والمغتصبين والطغاة، والحكّام العادلين والظالمين).(4)
إنّ من يقرأ اليوم مؤلفات مكيافيلي السياسية، لاسيّما كتابي (الأمير) و(المطارحات)، دون حُكم مسبَق، ستتولَّد لديه عن المكيافيلية -إذا جاز لنا هذا التعبير- فكرة مذهلة مفادها أن النتائج العظيمة في التاريخ يمكن وَحْدَها أن تكون سبباً مُقْنعاً لغفران حتى الأساليب والخصال الدنيئة التي أدّتْ إليها، (إلى تلك النتائج).
لكن مكيافيلي لم يقل نصَّاً إن (الغاية تبرِّر الوسيلة)!
هذه العبارة الذميمة نُسبَت إليه من جانب خصومه فيما بعد، ونجحوا في اختزاله داخلها. (يمكن الرجوع لمقالة الباحث والمؤرخ اليمني لطفي نعمان في جريدة الشرق الأوسط، 25 فبراير 2025م، تدور حول المبالغات والأكاذيب التي نسجت ولا زالت تُنسج عن مكيافيلي).
المكيافيلية ليست أبداً أن يعلن المرء عن غاية، حتى لو كانت (صحيحة وعادلة)، ثم يحق له -بمجرد الكشف عنها- أن يفعل في سبيل بلوغها أيّ شيء، بأي وسيلة، متوقعاً من الآخرين غضّ الطرف عما يمكن أن ينشأ عن فعله من عواقب وأحوال كريهة بعيدة كلّ البُعد عن الغاية المصرَّح بها.
يتوجب عليه أن يصل إلى تلك (الغاية الصحيحة العادلة) أولاً، فهذا هو وحده ما يجعل غفران (الوسيلة) ممكناً، بل ويجعل من الممكن التهاون أخلاقياً بأثر رجعي حتى مع الفعل (الخسيس) أو القاسي طالما أدى إلى غاية رفيعة وخيّرة.
ولا تكون الغاية (رفيعة) و(خيّرة) إلا من وجهة نظر الآخرين، أي من وجهة نظر الصالح العام، لا من وجهة نظر الذات الجزئية للفاعل (وشعور الفرد، وخياله، وهواه).
غاية الأمير هي الحفاظ على دولته. أو إذا كان أميراً جديداً صاعداً، فغايته تأسيس دولة جديدة وتوثيق عراها في مواجهة المؤامرات والمكائد.
في مذهب مكيافيلي، النتيجة هي المحك دائماً، ولا فرق بين أن يكون المرء ثائراً ينشد إقامة نظام بديل أو حاكماً ينشد حماية الدولة من الضياع!
يقول: (والرغبة في الامتلاك غريزة طبيعية، وشيء مألوف. وعندما ينجح القادرون على الامتلاك، فإنهم يلقون الثناء دائماً، ولا ينهال عليهم اللوم. أما إذا كانوا عاجزين عن ذلك، ورغم عجزهم يريدون الامتلاك مهما كان الثمن، فإنهم يقترفون خطيئة تستحق أعظم اللوم)،(5) لكنه يقول أيضاً: (لا يمكننا أن نطلق صفة الفضيلة على من يقتل مواطنيه، ويخون أصدقاءه، ويتنكر لعهوده، ويتخلى عن الرحمة والدين. وقد يستطيع المرء بواسطة مثل هذه الوسائل أن يصل إلى السلطان، ولكنه لن يصل عن طريقها إلى المجد).(6)
أما النوايا الحسنة للفرد، فهي ليست سوى نوع مما يسميه هيجل بـ(الخير المجرد) الذي لا يزال بغير مضمون، إذ يستطيع المرء إدراج هذا الخير تحت أي مضمون يرغب فيه بما يوافق هواه.
فإذا كانت النوايا الطيبة للفرد، أو القناعة الشخصية بسلامة الفعل وحُسن مقاصده، هي المعيار فقط، فلن يظل هناك فعل في التاريخ لا يمكن تبريره والدفاع عنه مهما كان.
وقد مَيَّز الفيلسوف الألماني هيجل (توفي عام 1831) في كتابه (أصول فلسفة الحق) بين (أخلاق ذاتية)، هي أخلاق الفرد، و(أخلاق موضوعية) أو (اجتماعية تفاعلية)، حيث الدولة هي مجال عمل الأخلاق الموضوعية، فالمسؤولية القانونية فيها (لا يمكن أن ترتبط بما يعتنقه الفرد أو لا يعتنقه طبقاً لعقله الخاص أو طبقاً لتقديره الذاتي لما هو عدل أو ظلم أو خير أو شر أو طبقاً للمتطلبات التي يقدمها المرء لإشباع اقتناعه الخاص).(7)
لقد تضمَّنتْ فلسفة هيجل عن الدولة والسياسة، وبأسلوبٍ مُلتوٍ وموارَب، الآراء نفسها التي قالها مكيافيلي -قبل هيجل- بوضوح. (حتى أن ليو شتراوس كان يعتبر مكيافيلي الأب الروحي لهيجل وماركس).
بالنسبة لهيجل فما هو فظيع من وجهة نظر أخلاقيات الفرد ليس كذلك من وجهة نظر أخلاقيات الدولة ومن وجهة نظر أخلاقيات التاريخ الكُلّي للروح!
وهكذا، كي تكون (مكيافيلياً)، بالمعنى الذي لا يحطّ من شأن هذه الكلمة، عليك، مثلاً، أن تنجح في تكوين دولة جديدة من العدم أو إنقاذ جمهورية قائمة من زوال محتمل، فإذا تعثَّرتْ جهودك أو أدتْ إلى عكس ما أضمرته في نفسك أو أعلنته من نوايا طيبة، فلن يكون لأفعالك ما يحميها من الإدانة المطلقة باعتبارها شراً محضاً، وعملاً تخريبياً وإجرامياً بالنسبة للقاعدة العامة الراسخة التي لا شك أن أفعالك قد قامت على التعارض معها!
في كتاب (الأمير)، جعل مكيافيلي من نفسه الشعب واتحد به، كما يقول غرامشي، ليس الشعب عامّة، بل الشعب الذي يكون بوعيه عند مستوى ما يقترحه مكيافيلي من أفكار ومفاهيم، فكان كتاب (الأمير) أشبه (بعملية تفكير داخلية تجري داخل الوعي الشعبي وتختتم نفسها بصرخة مشبوبة ملحّة).(8)
وأما مضمون هذه (الصرخة المشبوبة الملحّة) في آخر فصول (الأمير)، فقد كان يتمحور حول وحدة إيطاليا وتحريرها من البرابرة.
كان يعاني ويلات الانحطاط السياسي لبلاده، إيطاليا الضعيفة والغارقة حينها في وحل التمزق والهوان.
كانت إيطاليا في زمنه كما وصفها في الفصل الأخير من كتاب الأمير: (مشتتة أكثر من تشتت أبناء أثينا، دون رئيس ودون نظام، مقهورة مسلوبة مهانة، وقد قاست كل أنواع الخراب، ولو أنه ظهر بعضهم بمظهر يدعو إلى الأمل كأنه مبعوث من عند الله لإنقاذها، إلا أنه عند ذروة مجده عاكسه الحظ وأوقع به، فبلادنا الآن تكاد تكون ميتة وهي تنتظر أميراً ينقذ (بومبارديا) من الاغتصاب (وتوسكانيا) من الاعتداء والسلب، ويشفي إيطاليا كلها من أدوائها، ويضمد جراحها الدامية).
ومن ثمّ، فوحدة إيطاليا كانت غايته و(مثله الأعلى) الذي يسترشد به في أطروحاته وتحاليله التاريخية، وهي الهم الأساسي الكامن خلف مجمل توصياته ونصائحه إلى (الأمير المنشود) الذي سيعيد لإيطاليا وحدتها ومكانتها وعزّها.
ومن المعروف أن مكيافيلي أهدى كتاب (الأمير) إلى الأمير الإيطالي لورنزو دي مديتشي، أمير فلورنسا الذي أراده أن يكون منقذ إيطاليا.
إذا صحّ هذا، فإن المكيافيلية ستبدو، في جانب منها، وكأنها وصفة علاجية مركَّبة سيئة المذاق ربما، وصادمة أحياناً لأخلاقيات الفرد، إلّا أن مكيافيلي مع ذلك ربما كان يراها الوصفة الأكثر واقعية لإعادة تجميع بلد هشّ ومقطَّع الأوصال.
قيل إن للرؤى والتصورات التي صاغها مكيافيلي حول السياسة والدولة جذور قديمة في الفلسفة الغربية تمتد إلى أرسطو الذي كان يشدِّد في كتابه (السياسة) على أنّ (الخير الأسمى) لأي فعل إنما هو النجاح، والنجاح يتمثَّل في (تحقيق المنفعة العامة)، مع أن مكيافيلي (كان يعتقد أنه طرق طريقاً لم يطرقه غيره)، أي أنه لا يعترف بفضل أرسطو أو غيره عليه.
أرسطو لم يوافق البتَّة على تحصيل النجاح بأي ثمن، فحدود الفعل الفضيلة والعدل، وفضيلة السياسي (الآمر) التي تميزه عن فضائل المواطن (المأمور) هي (التبصُّر).(9)
تكمن أهمية مكيافيلي بالدرجة الأولى في أنّ أفكاره وتعاليمه لا غنى عنها بالنسبة للبدايات الاستثنائية المؤسِّسة للدول.
وإنّ نظرية مكيافيلي حول العنف المؤسِّس للدولة، أو العنف الحافظ لها، تنص على التالي: (في حين أن أفعاله تتهمه، فإن النتيجة تعفيه)، يقصد أفعال الأمير أو القائد المؤسِّس للدولة.
مثلاً أثناء تأسيس روما القديمة (753 ق.م)، كان على روملوس أن يقتل أخاه ويوافق على قتل زميله تيتوس تاتيوس.
عمل كهذا لا يمكن الدفاع عنه إلا بنتيجته المتمثلة في تأسيس روما، المدينة النواة لواحدة من أعظم الإمبراطوريات والحضارات.
هذا يعني أن التقدير الصحيح لبعض الأعمال في تاريخ الشعوب قد يتأخر قليلاً إلى أن تكتمل أو تتكشّف نتائجها، كلها أو بعضها. وهذا يعني أيضاً أن الأحكام الفورية على حدث أثناء حدوثه تكون في معظم الأحيان أقل قيمة من الناحية المعرفية والأخلاقية، لأن عواقب الحدث لم تظهر بعد في صورتها الكاملة.
بالتأكيد نحن لا نزعم أن (مكيافيلي) كان ليبرالياً طيّباً وعطوفاً، لكن أيضاً لا نقول مع الآخرين إنه كان شيطاناً قاسياً عديم الرحمة، ما نقوله هو أنه كان أذكى بكثير من أن يجعل من انعدام الفضيلة التام، والنذالة، والغدر، والقهر، مرتكَزاً وحيداً للسياسة الناجحة أو قاعدة للاجتماع. (غالباً كانت الفضيلة في كتابات مكيافيلي تُختَزَل في الشجاعة).
في الأحوال والمواقف الاستثنائية، ومنها لحظة التأسيس، حين تتعارض واجبات الفضيلة والطيبة والاستقامة الصارمة مع مصلحة الدولة وضرورات السياسة والحُكم، هنا فقط يعطي مكيافيلي الأمير -أو القيادة المؤسِّسة- رخصة لممارسة (القسوة الحكيمة)، ويقابلها (القسوة الطائشة) بتعبير مكيافيلي نفسه، وبعض الحيل والتدابير المذمومة في الأوقات العادية، وذلك بالقدر الذي يحصِّن به مركزه، أي مركز الدولة، من خطر التقلقل والسقوط، مع احتفاظه بمظهر الفضيلة والرحمة والخير أمام الناس.
ونستطيع أن نرى كيف أن هذا المبدأ، على وجه الإجمال، لا يزال كامناً، بمقادير متفاوتة، في صميم كل سياسة فعالة على مستوى كل دولة تروم البقاء أو تروم النشوء والتحقُّق.
هكذا كان الحال تقريباً عبر كل العصور!
ضرورة الأشياء هي ما يجعل من السياسة في مبتدأ الدول ذات صبغة مكيافيلية.
لا يحتاج الأمير -رجل الدولة- إلى قراءة حكمة مكيافيلي ليكون على مذهبه.
لم يأتِ مكيافيلي بشيء من عنده، فأهم كتبه حصيلة تأمّل حاذق في وقائع التاريخ، تاريخ الدول والشعوب، وعلى وجه الخصوص تاريخ روما الذي كان بالنسبة له نموذجاً مرجعياً.
أن تكون مكيافيلياً معناه أن تتمتع بـ(الإرادة المطلقة لعدم خداع النفس، ولرؤية الصواب في الواقع، لا في العقل، وأقل من ذلك في الأخلاق)، كما قال نيتشه الذي اعتبر نفسه أقرب إلى ثيوسيديس (المؤرخ اليوناني القديم) ومكيافيلي منه إلى أفلاطون.
وقال إن ما يفرِّق بين ثيوسيديس وأفلاطون، هي الشجاعة في مواجهة الواقع: (أفلاطون جبان أمام الواقع، وبالتالي، فإنه يفر إلى المثال، أما ثيوسيديس فسيُّد على نفسه، لذلك يظل سيداً على الأشياء أيضاً)، (نيتشه، غسق الأوثان، ص173).
مرَّة أخرى، حيثما يكون الأمر متعلقاً بتأسيس دولة ونظام، أو حماية دولة من التفكك والضياع، سيكون هناك في المقابل قدر من التدابير السياسية ذات الطابع المكيافيلي، قَدْر لا يمكن تجنبه على الإطلاق!
لكن لنفترض أن رجل دولة ما، استغنى تماماً في أعماله وقراراته عن كل ما يمتُ بصلة إلى الفكر السياسي لمكيافيلي، واستطاع مع ذلك أن يحصد نجاحاً باهراً في أعماله وطموحاته وطموحات شعبه، فإنه بنجاحه هذا يصبح مكيافيلياً، لأن هذا الأخير ما كان ليتردد في الاستدلال بأيّ نجاح وتقديمه في كتبه كقدوة ومثال يحتذى به.
فلم تكن لمكيافيلي إطلاقاً خصومة مع الفضيلة والرحمة والاستقامة والعدل، لكنه فقط كان يدرك كم من الصعب على (الأمير/ الدولة) أن يتقيد بهذه المُثل والخِلال طوال الوقت دون أن يخسر بسبب ذلك مركزه العالي، وتخسر دولته كيانها واستمراريتها، وذلك انطلاقاً من قناعة مكيافيلي المتجذِّرة بأن البشر نزّاعون بطبيعتهم للمخالفة والعدوان والفساد.
السياسة العملية استثمار في المجهول، وكثيراً ما تفرض على الفاعلين اختيار السيئ أملاً في اجتناب ما قد يكون الأسوأ.
لهذا السبب تكون أخلاقيات الفاعل أكثر ليونة وطواعية من أخلاقيات المتأمل والحكيم.


مكيافيلي، كتاب (الأمير)، ص114، ترجمة خيري حمّاد
غرامشي، (الأمير الحديث)، ص25
غرامشي، في الوحدة القومية الإيطالية، ص46
إرنست كاسيرر، الدولة والأسطورة، ص211
(مكيافيلي، الأمير، ص57).
(الأمير، ص80).
هيجل، (أصول فلسفة الحق)، ص237
غرامشي، (الأمير الحديث)، ص22
أرسطو، (السياسة)، ص199

ذو صلة