مجلة شهرية - العدد (586)  | يوليو 2025 م- محرم 1447 هـ

وديعة نوح

سفن تعابث (نُوحُها) كي لا يرى    هذي النبوة هل تعود القهقرى!
هل يدرك الطوفان ليلة قدره        أم أن شيئاً للأنام مقدرا؟
سُحُب وجوديّ على صهواته        الريح تعصف والملائك والسُّرى
حملته والأزواج مثنى، كلما        خارت جوانبها أشاح وكبّرا
يا نوح هذا العصر (واغلة) قضت        وزخارف لم تنتشر بين الورى
حُمّلتَ أوزار الفنون وديعةً            من جَدّك الأعلى فقم مستبشرا
لغة التراتيل التي أتقنتها            سكبت بكفيك الأنيقة كوثرا
انْحَتْ بقلبي نقشتين وفي دمي    أرْجِعْ عقارب رِحلَتيّ إلى الورا
اللون في دمك القديم حكاية        لا تنتهي، والحرف فيها أقمرا
يخْضرّ في عينيك (قضب) زماننا        والشوك يصبح في طريقك أخضرا
خُذ زادك القدسي، صَعْلِكْ موسمي    اضرب بريشتك الحنون الدفترا
دَلْوٌ (بباب الريع) قطّر ماؤه            للعابرين، وقلبه متفطرا
افتح لنا مِشْقاً نَمُرّ خلاله            واسفح عروقك في هوانا عنبرا
قل كل حرفٍ أنت منشغل به        قل واستعذ حتى تخاتلك الكرا
قل أيّ حرف كي أساور فكرتي        عني، لكي أحيا لكي أتجذرا
سَكِرتْكَ أنخاب المواسم (هبرةً)        عنقودها من إصبعيك (تهبّرا)
يا أيها المكنون سرّك قالني        في فُرشتين تلاهما فتحبّرا
قلب بطعم العطر يُغرق عمرنا        والكون من قارورتيه تعطّرا
جرتِ المسافةُ قبل رِجْلك مثلما        جرتِ الدموع على كتابك أنهرا
لا تحرق الخشب العظيم لأنه        جسد تعمّد بالتراب فعبّرا
بل واحرق الخشب العظيم لأنه        في راحتيك يصير خلقاً خَيّرا

ذو صلة