مجلة شهرية - العدد (585)  | يونيو 2025 م- ذو الحجة 1446 هـ

كتاب اليوم.. واختيار مكتبة الملك فهد

أسعدني كثيراً أن مكتبة الملك فهد الوطنية اختارت كتابي (لك النور) منذ أسابيع واعتبرته كتاب اليوم على حسابها في منصة X ، وهو الكتاب الذي قدم له الصديق د. عادل خميس ونشرته من عامين تقريباً عن معرفتي وصداقتي بالدكتور سعيد السريحي، التي بلغت اليوم خمسة وخمسين عاماً حيث التقينا متجاورين في مقاعد الدراسة منذ الصف الثاني الثانوي عام 1970 حتى أني أتساءل اليوم: هل يدرك المشرف الذي وزع الطلاب في العام الدراسي للصف الثاني الثانوي عام 1970 م بمدرسة الشاطئ أني مازلت أجلس حتى اليوم بجوار سعيد السريحي على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاماً على توزيعه للمقاعد في بداية العام الدراسي؟
***
‎عندما انتقلت من مدرستي بجدة إلى مدرسة الشاطئ الثانوية بطريق مكة للدراسة في القسم الأدبي في الصف الثاني الثانوي عام 1970م جاء ترتيب جلوسي في الفصل بين اثنين لم أكن أعرفهما سابقاً كما هو حالي مع طلبة الفصل كلهم تقريباً فقد كنت جديداً على المدرسة بينما كان أغلب من في الفصل قد سبق له معرفة البعض من زملائه من السنة الأولى في نفس المدرسة، كما أن كثيراً من المدرسين يعرفون معظم طلاب الفصل للسبب نفسه.
‎لاحظت أن الطالب الذي أجلس على يمينه يحظى بمعرفة الكثير من الزملاء في الفصل ومعرفة المدرسين كذلك، وكان يحظى بتقديرهم إلى جانب معرفتهم حتى أني كنت ألاحظ أن المدرسين يأخذون أسئلته، إذا رفع يده بالسؤال، بكثير من الجدية والاهتمام.
‎أدركت عندها أني أمام طالب مميز مختلف عن البقية، وأدركت كذلك أن الصدفة التي جعلتني أجلس بجواره لم تكن مجرد صدفة بل هي قدر رباني أكرمني الله به حتى اليوم.
‎قررت من يومها أن أكون حريصاً على علاقتي بسعيد السريحي ولاسيما أني وجدت بعض اهتماماته تتماشى مع اهتماماتي خصوصاً في القراءة والاشتغال بالصحافة المدرسية.
‎تبادلت مع سعيد بعض الكتب التي كان أكثر مني معرفة ودراية بها، كما اشتركت معه في تحرير أضواء ساطعة المجلة الحائطية في المدرسة والتي تقف أمام مجلة شراع الشاطئ المجلة المنافسة لنا في المدرسة.
***
‎من أجمل التحقيقات التي أذكر أننا قمنا بها للمجلة الحائطية آنذاك، التحقيق الصحفي الذي سجلناه على الكاسيت في مكتب مجلة المنهل مع الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري والذي كان يقع بحي الشرفية حيث استقلينا خط البلدة يومها (وهذا اسم النقل الجماعي) إلى ما كان يعرف بموقف قهوة الشباب لنمشي بعدها إلى مكتب الأستاذ عبدالقدوس -يرحمه الله- حيث كان السجال بينه يومها مع الأستاذ حمد الجاسر حول تسمية جدة وضبط اسمها، وكذلك قضايا أخرى كانت تشغل الصحافة والمثقفين، ونشر الحديث الطويل في شراع الشاطئ مكتوباً باليد مع الصور في إخراج للصفحة بالألوان قام به زميلنا غازي هنيدي.
***
كما قمنا بعدها سوياً بزيارة مصنع الأسمنت بجدة ولا أدري كيف وصلنا إليه، حتى أني أذكر حتى وقت قريب عندما تأتي السيرة على هذه الزيارة يسألني سعيد: هل تذكر يا صالح كيف وصلنا إلى مصنع الأسمنت وكان يرافقنا يومها زميلنا هاني خميس الذي تولى التصوير في مكتب مدير المصنع صالح صابر مدير المصنع؟
‎ولا أعرف الإجابة ولكن أذكر أن المصنع يومها كان يقع مكان سوق حراء الدولي الآن في شارع حراء حيث مدخنته التي ينبعث منها ذلك الدخان الكثيف الأبيض الذي يملأ الجو ويجثو بعد ذلك على المساكن القريبة من المصنع، وكانت مباني المجمع السكني من البيوت الجاهزة للعاملين في المصنع من فنيين وإداريين.
‎والذي دفعنا لإجراء هذا اللقاء مع مدير المصنع، الذي دخلنا عليه دون موعد أو ترتيب مسبق وكان كريماً حيث استقبلنا وأعطانا من وقته ما جعل مهمتنا تتكلل بالنجاح، تحقيق صحفي عن أزمة الأسمنت وارتفاع الأسعار وزيادة الطلب أمام العرض في السوق تسبب في معاناة المقاولين ومن يقوم بأعمال البناء لنفسه في جدة وما حولها من القرى والمدن.
مازالت صورة من صور ذلك اللقاء تزين مكتبتي حتى اليوم، وأذكر أني وسعيد أهدينا نسختها قبل سنوات قليلة للأستاذ صالح صابر -يرحمه الله- الذي حضر حفل توقيع كتاب الرويس بالغرفة التجارية بجدة والذي لاقى الكثير من الاهتمام وبخاصة من سكان حي الرويس وكان صالح صابر من سكانه الأوائل، إذ دعاه عمدة الحي كما دعا إليه كل سكان ذلك الحي. وعلق يومها الدكتور عبدالله مناع قائلاً: يا سعيد لقد جعلت من الرويس (الفردوس المفقود) وهو الحي البسيط في أطراف جدة.

أسعدني كثيراً أن مكتبة الملك فهد الوطنية اختارت كتابي (لك النور) منذ أسابيع واعتبرته كتاب اليوم على حسابها في منصة X ، وهو الكتاب الذي قدم له الصديق د. عادل خميس ونشرته من عامين تقريباً عن معرفتي وصداقتي بالدكتور سعيد السريحي، التي بلغت اليوم خمسة وخمسين عاماً حيث التقينا متجاورين في مقاعد الدراسة منذ الصف الثاني الثانوي عام 1970 حتى أني أتساءل اليوم: هل يدرك المشرف الذي وزع الطلاب في العام الدراسي للصف الثاني الثانوي عام 1970 م بمدرسة الشاطئ أني مازلت أجلس حتى اليوم بجوار سعيد السريحي على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاماً على توزيعه للمقاعد في بداية العام الدراسي؟
***
‎عندما انتقلت من مدرستي بجدة إلى مدرسة الشاطئ الثانوية بطريق مكة للدراسة في القسم الأدبي في الصف الثاني الثانوي عام 1970م جاء ترتيب جلوسي في الفصل بين اثنين لم أكن أعرفهما سابقاً كما هو حالي مع طلبة الفصل كلهم تقريباً فقد كنت جديداً على المدرسة بينما كان أغلب من في الفصل قد سبق له معرفة البعض من زملائه من السنة الأولى في نفس المدرسة، كما أن كثيراً من المدرسين يعرفون معظم طلاب الفصل للسبب نفسه.
‎لاحظت أن الطالب الذي أجلس على يمينه يحظى بمعرفة الكثير من الزملاء في الفصل ومعرفة المدرسين كذلك، وكان يحظى بتقديرهم إلى جانب معرفتهم حتى أني كنت ألاحظ أن المدرسين يأخذون أسئلته، إذا رفع يده بالسؤال، بكثير من الجدية والاهتمام.
‎أدركت عندها أني أمام طالب مميز مختلف عن البقية، وأدركت كذلك أن الصدفة التي جعلتني أجلس بجواره لم تكن مجرد صدفة بل هي قدر رباني أكرمني الله به حتى اليوم.
‎قررت من يومها أن أكون حريصاً على علاقتي بسعيد السريحي ولاسيما أني وجدت بعض اهتماماته تتماشى مع اهتماماتي خصوصاً في القراءة والاشتغال بالصحافة المدرسية.
‎تبادلت مع سعيد بعض الكتب التي كان أكثر مني معرفة ودراية بها، كما اشتركت معه في تحرير أضواء ساطعة المجلة الحائطية في المدرسة والتي تقف أمام مجلة شراع الشاطئ المجلة المنافسة لنا في المدرسة.
***
‎من أجمل التحقيقات التي أذكر أننا قمنا بها للمجلة الحائطية آنذاك، التحقيق الصحفي الذي سجلناه على الكاسيت في مكتب مجلة المنهل مع الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري والذي كان يقع بحي الشرفية حيث استقلينا خط البلدة يومها (وهذا اسم النقل الجماعي) إلى ما كان يعرف بموقف قهوة الشباب لنمشي بعدها إلى مكتب الأستاذ عبدالقدوس -يرحمه الله- حيث كان السجال بينه يومها مع الأستاذ حمد الجاسر حول تسمية جدة وضبط اسمها، وكذلك قضايا أخرى كانت تشغل الصحافة والمثقفين، ونشر الحديث الطويل في شراع الشاطئ مكتوباً باليد مع الصور في إخراج للصفحة بالألوان قام به زميلنا غازي هنيدي.
***
كما قمنا بعدها سوياً بزيارة مصنع الأسمنت بجدة ولا أدري كيف وصلنا إليه، حتى أني أذكر حتى وقت قريب عندما تأتي السيرة على هذه الزيارة يسألني سعيد: هل تذكر يا صالح كيف وصلنا إلى مصنع الأسمنت وكان يرافقنا يومها زميلنا هاني خميس الذي تولى التصوير في مكتب مدير المصنع صالح صابر مدير المصنع؟
‎ولا أعرف الإجابة ولكن أذكر أن المصنع يومها كان يقع مكان سوق حراء الدولي الآن في شارع حراء حيث مدخنته التي ينبعث منها ذلك الدخان الكثيف الأبيض الذي يملأ الجو ويجثو بعد ذلك على المساكن القريبة من المصنع، وكانت مباني المجمع السكني من البيوت الجاهزة للعاملين في المصنع من فنيين وإداريين.
‎والذي دفعنا لإجراء هذا اللقاء مع مدير المصنع، الذي دخلنا عليه دون موعد أو ترتيب مسبق وكان كريماً حيث استقبلنا وأعطانا من وقته ما جعل مهمتنا تتكلل بالنجاح، تحقيق صحفي عن أزمة الأسمنت وارتفاع الأسعار وزيادة الطلب أمام العرض في السوق تسبب في معاناة المقاولين ومن يقوم بأعمال البناء لنفسه في جدة وما حولها من القرى والمدن.
مازالت صورة من صور ذلك اللقاء تزين مكتبتي حتى اليوم، وأذكر أني وسعيد أهدينا نسختها قبل سنوات قليلة للأستاذ صالح صابر -يرحمه الله- الذي حضر حفل توقيع كتاب الرويس بالغرفة التجارية بجدة والذي لاقى الكثير من الاهتمام وبخاصة من سكان حي الرويس وكان صالح صابر من سكانه الأوائل، إذ دعاه عمدة الحي كما دعا إليه كل سكان ذلك الحي. وعلق يومها الدكتور عبدالله مناع قائلاً: يا سعيد لقد جعلت من الرويس (الفردوس المفقود) وهو الحي البسيط في أطراف جدة..

أسعدني كثيراً أن مكتبة الملك فهد الوطنية اختارت كتابي (لك النور) منذ أسابيع واعتبرته كتاب اليوم على حسابها في منصة X ، وهو الكتاب الذي قدم له الصديق د. عادل خميس ونشرته من عامين تقريباً عن معرفتي وصداقتي بالدكتور سعيد السريحي، التي بلغت اليوم خمسة وخمسين عاماً حيث التقينا متجاورين في مقاعد الدراسة منذ الصف الثاني الثانوي عام 1970 حتى أني أتساءل اليوم: هل يدرك المشرف الذي وزع الطلاب في العام الدراسي للصف الثاني الثانوي عام 1970 م بمدرسة الشاطئ أني مازلت أجلس حتى اليوم بجوار سعيد السريحي على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاماً على توزيعه للمقاعد في بداية العام الدراسي؟
***
‎عندما انتقلت من مدرستي بجدة إلى مدرسة الشاطئ الثانوية بطريق مكة للدراسة في القسم الأدبي في الصف الثاني الثانوي عام 1970م جاء ترتيب جلوسي في الفصل بين اثنين لم أكن أعرفهما سابقاً كما هو حالي مع طلبة الفصل كلهم تقريباً فقد كنت جديداً على المدرسة بينما كان أغلب من في الفصل قد سبق له معرفة البعض من زملائه من السنة الأولى في نفس المدرسة، كما أن كثيراً من المدرسين يعرفون معظم طلاب الفصل للسبب نفسه.
‎لاحظت أن الطالب الذي أجلس على يمينه يحظى بمعرفة الكثير من الزملاء في الفصل ومعرفة المدرسين كذلك، وكان يحظى بتقديرهم إلى جانب معرفتهم حتى أني كنت ألاحظ أن المدرسين يأخذون أسئلته، إذا رفع يده بالسؤال، بكثير من الجدية والاهتمام.
‎أدركت عندها أني أمام طالب مميز مختلف عن البقية، وأدركت كذلك أن الصدفة التي جعلتني أجلس بجواره لم تكن مجرد صدفة بل هي قدر رباني أكرمني الله به حتى اليوم.
‎قررت من يومها أن أكون حريصاً على علاقتي بسعيد السريحي ولاسيما أني وجدت بعض اهتماماته تتماشى مع اهتماماتي خصوصاً في القراءة والاشتغال بالصحافة المدرسية.
‎تبادلت مع سعيد بعض الكتب التي كان أكثر مني معرفة ودراية بها، كما اشتركت معه في تحرير أضواء ساطعة المجلة الحائطية في المدرسة والتي تقف أمام مجلة شراع الشاطئ المجلة المنافسة لنا في المدرسة.
***
‎من أجمل التحقيقات التي أذكر أننا قمنا بها للمجلة الحائطية آنذاك، التحقيق الصحفي الذي سجلناه على الكاسيت في مكتب مجلة المنهل مع الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري والذي كان يقع بحي الشرفية حيث استقلينا خط البلدة يومها (وهذا اسم النقل الجماعي) إلى ما كان يعرف بموقف قهوة الشباب لنمشي بعدها إلى مكتب الأستاذ عبدالقدوس -يرحمه الله- حيث كان السجال بينه يومها مع الأستاذ حمد الجاسر حول تسمية جدة وضبط اسمها، وكذلك قضايا أخرى كانت تشغل الصحافة والمثقفين، ونشر الحديث الطويل في شراع الشاطئ مكتوباً باليد مع الصور في إخراج للصفحة بالألوان قام به زميلنا غازي هنيدي.
***
كما قمنا بعدها سوياً بزيارة مصنع الأسمنت بجدة ولا أدري كيف وصلنا إليه، حتى أني أذكر حتى وقت قريب عندما تأتي السيرة على هذه الزيارة يسألني سعيد: هل تذكر يا صالح كيف وصلنا إلى مصنع الأسمنت وكان يرافقنا يومها زميلنا هاني خميس الذي تولى التصوير في مكتب مدير المصنع صالح صابر مدير المصنع؟
‎ولا أعرف الإجابة ولكن أذكر أن المصنع يومها كان يقع مكان سوق حراء الدولي الآن في شارع حراء حيث مدخنته التي ينبعث منها ذلك الدخان الكثيف الأبيض الذي يملأ الجو ويجثو بعد ذلك على المساكن القريبة من المصنع، وكانت مباني المجمع السكني من البيوت الجاهزة للعاملين في المصنع من فنيين وإداريين.
‎والذي دفعنا لإجراء هذا اللقاء مع مدير المصنع، الذي دخلنا عليه دون موعد أو ترتيب مسبق وكان كريماً حيث استقبلنا وأعطانا من وقته ما جعل مهمتنا تتكلل بالنجاح، تحقيق صحفي عن أزمة الأسمنت وارتفاع الأسعار وزيادة الطلب أمام العرض في السوق تسبب في معاناة المقاولين ومن يقوم بأعمال البناء لنفسه في جدة وما حولها من القرى والمدن.
مازالت صورة من صور ذلك اللقاء تزين مكتبتي حتى اليوم، وأذكر أني وسعيد أهدينا نسختها قبل سنوات قليلة للأستاذ صالح صابر -يرحمه الله- الذي حضر حفل توقيع كتاب الرويس بالغرفة التجارية بجدة والذي لاقى الكثير من الاهتمام وبخاصة من سكان حي الرويس وكان صالح صابر من سكانه الأوائل، إذ دعاه عمدة الحي كما دعا إليه كل سكان ذلك الحي. وعلق يومها الدكتور عبدالله مناع قائلاً: يا سعيد لقد جعلت من الرويس (الفردوس المفقود) وهو الحي البسيط في أطراف جدة

ذو صلة