الموسوعة العربية العالمية مشروع عربي سعودي عالمي اقترحه وقام بدراسته عام 1990م (مكتب الشويخات للترجمة والاستشارات التربوية)، واستمر المشروع حتى الآن. وقد رعاه الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود -يرحمه الله- لعشر سنوات في الفترة من عام 1992 حتى عام 2002م. يعدّ المشروع من أهم الأعمال العلمية الثقافية لسمو الأمير سلطان جزاه الله عن العلم والثقافة خير الجزاء. حظي المشروع بحضور إعلامي لافت ومكانة عالية لدى اليونسكو والمؤسسات العلمية والثقافية محلياً وعربياً وعالمياً، فالموسوعة مكنز ثقافي ومرجع علمي شامل باللغة العربية يشتمل على 30 مجلداً، في أكثر من 17,000 صفحة بأكثر من 10 ملايين كلمة عربية، و150,000 مدخلاً رئيساً وعنواناً فرعياً، ونحو 14.000 صورة وخريطة وإيضاح. وهي عمل مترابط، مُدقّق ومُراجع من مئات المترجمين والمؤلفين والمراجعين العلميين والخبراء والمستشارين. وقد قامت مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع بإصداره في طبعتين ورقيتين عامي 1996 و1999. ونسخة إلكترونية عام 2002، باتفاقات مالية وقانونية مع جهات محلية وعالمية. وفي نوفمبر 2024م، تم إبرام اتفاق توزيع رقمي للموسوعة مع شركة العبيكان للتعليم. وقامت شركة العبيكان بوضع المجلدات الثلاثين من الطبعة الثانية على الإنترنت في صيغة بي دي اف pdf.
تقدم الموسوعة العربية العالمية محتوى ثقافياً تعليمياً إثرائياً متنوعاً ومتكاملاً في جميع مجالات المعرفة الإنسانية. وهي بهذا تُسهم في دعم الحوار بين الثقافات، مع إبراز إسهامات العرب والمسلمين في مجالات العلوم الطبيعية والأساسية بطريقة موضوعية. تُعدُّ الموسوعة وسيلة فعّالة للتعلم والتفاعل مع علوم وفنون العالم، وهي موسوعة معارف عامة تحدثك عن الناس والأماكن والاشياء والأحداث والأفكار وتزودك بمعلومات دقيقة، يتم البحث من خلالها بيسر من خلال الموضوع المعرفي أو الكلمة. كما تجد في هذه الموسوعة معلومات ومواضيع دراسية ومشروعات علمية وعملية. وعندما يتم تصفح الموسوعة بحثاً عن موضوع معيّن، فسيتم إرشادك لموضوع أو موضوعات أخرى ذات صلة. كما أنها تضم كشافاً شاملاً (المجلدين 29 و30) به فهرسة تحتوي على جميع المداخل الرئيسة ورؤوس المواضيع، وقاموساً عربي-إنجليزي، إنجليزي-عربي بالمداخل الرئيسة. لذلك، فالموسوعة عمل غير مسبوق لا منافس له في الإصدارات باللغة العربية سواء المصادر المفتوحة أو المغلقة باشتراكات.
مميزات الموسوعة
يتميز محتوى الموسوعة العربية العالمية بإمكانات الاستفادة منه على أكثر من مستوى كما في الوصف أعلاه لخدمة أهداف ثقافية وتعليمية متنوعة. كما يتميّز محتواها بالمصداقية والموثوقية والتدقيق العلمي واللغوي والترابط المعرفي ووجود قاموس بحث عربي/ إنجليزي، إنجليزي/ عربي بالمداخل الرئيسة وبإمكانية استلال كتب ذات موضوع واحد منها لأن قواعد بياناتها مصممة بطريقة تسمح بذلك بسهولة.
والموسوعة العربية العالمية بهذا تختلف عن مصادر المعلومات المفتوحة مثل ويكبيديا وغيرها من المحتوى المعرفي التي لا يخلو من تحيزات معرفية وعلمية واضحة ومن أخطاء لغوية. ونحن واثقون أن إتاحة المعلومات من المصادر المفتوحة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي وسهولة الوصول إليها لا يلغي الطلب على المحتوى الموثوق الرصين المدقق والذي يتميّز بمواصفات غير موجودة في طوفان المعلومات المجانية. كما نؤمن أن على الموسوعات أن توظف تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي والأبعاد التفاعلية البشرية وهو ما لا تستطيعه برامج الذكاء الاصطناعي بفاعلية، ليس في المدى المتطور على الأقل.
واقع وأفق الموسوعة
صدرت طبعتان ورقيتان من الموسوعة، الأولى عام 1996 والثانية عام 1999، ثم نسخة رقمية على الإنترنت عام 2002.
ثم تباطأ العمل على المشروع في السنوات الأخيرة مع التقدمات الهائلة في تقنيات النشر الإلكتروني وبرمجيات الذكاء الاصطناعي وتعدد المصادر المفتوحة.
لذلك بعمل القائمون على المشروع الآن على إعداد عروض لإنجاز شركات فاعلة مع جهات تؤمن بقيمة وأهمية المشروع، مع توجيه الدعوة إلى قطاعات التعليم والثقافة وغيرها من المهتمين للنظر في شراكات لتطوير محتوى الموسوعة وربطه تفاعلياً مع الحياة والحراك الاجتماعي السعودي والعربي، واستلال مشروعات فرعية منه كالكتب ذات الموضوع الواحد والموسوعات المتخصصة وتصميم برامج الإثراء التعليمي وخدمة مناهج التعليم، وإصدار المعاجم والقواميس، وغيرها من الأفكار والمقترحات.
ولذا يرى القائمون على المشروع أن أفق المشروع واعد على أكثر من صعيد بسبب المميزات الفريدة التي تتصف بها الموسوعة وقواعد بياناتها المنظّمة ولأن وجود المشروع واستمراره يشكل في حد ذاته خدمة كبرى لدعم المحتوى العربي الأصيل في الفضاء الرقمي.