أعود إليك...
وقد ران ليل جفته الكواكب
حتى الشهب
وجانبه ما استفاق من النور في غسق
وما انسل تحت رماد اللهب
فلا يهتدي فيه عيس دروب
ولا تنطفي فيه حمى العتب
أما كنتُ -يا رب- في أزل العلم
ذراً شهيداً على النور
له من هدايتك المنتهاة
يقيناً بما قيل أو ما انكتب
وأودعتني في حمى الصلب
صلب أبٍ
توسد من عيشه ما تبقى
وما نام من ليله كل أب
وأودعتني رحماً رحمة
به كل أمن رجوت
به كل سانحة من أرب
وكنت قريباً
أسبح في ملكوت السماء
وألهج بالحمد
أشكر ما مُدّ لي من سبب
إذا بي...
مذ أرسلتني أمي إلى الأرض
ملتحفاً بالدماء الزكية
منتهراً بأنين المخاض...
أشد بحبلي وسري لديك
ومذ أن شهقت الهواء
وأطلقت صرخة صدري الوليد...
أبكي على البعد بين يديك
إلهي سيحتنك الشر صنع يديك
فلا حول للعبد إن لم تغثه
ولا ملتجا منك إلا إليك