مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

بيت بلا مأوى

البابُ..
يفتحُ للغيابِ
وَيُقفِلُ
وَيدُقُّ بابَ الذكرياتِ
وَيدخلُ
يجتازُ وَحْشتَه
وَيعبرُ صمْتَه
فَلَعَلَّ غيرَ الرِّيحِ ضَيْفاً يُقبِلُ
بَيْتُ..
على مَرْمَى الحنينِ لِعابرٍ
ما زالَ بالقصصِ الحزينةِ يُؤْهَلُ
سُكَّانُه..
صورٌ على حيطانِه
سيُضيءُ مصباحُ الغُبارِ
فتجفلُ
شابَتْ..
وشاخَ بها الإطارُ
كَوَرْدَةٍ..
ذبلتْ
وَمَعْها المِزْهَريَّةُ تذبلُ
جُدْرانُه..
للأمسِ تُسْنِدُ ظَهْرَها تَعَباً
فَمُذْ عشرينَ يأساً ترحلُ
والسُّلَّمُ الحجَريُّ..
يصعَدُ نفسَه سأماً
ويُضْجرُه الصعودُ
فَينزلُ
وَتُبَدِّلُ الغُرفُ الثيابَ
وكلَّما..
مَلَّتْ أماكنَ حُزْنِها تتنَقَّلُ
والسَّاعةُ العَرْجاءُ
جُرْحٌ عالِقٌ
مُذْ خانَها التوقيتُ..
ليستْ تحفلُ
لا شيءَ -إلا الصمتَ-
فيه مُثرْثِرٌ
يحكي..
وأشباحُ المَرايا تسألُ
بيتُ بلا مأوى
يرَى أمْثالَه
تأْوِي لِدِفْءِ الساكنينَ
فَيَخْجَلُ
يحتاجُ غُيَّاباً..
تهشُّ فراغَه
وتُشَذِّبُ الوجعَ الذي يتهدَّلُ
عبرَ الشتاءُ
على نوافذِ غَيْرِه
وعلى نوافذِه
الخريفُ
مُؤَجَّلُ

ذو صلة