مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

أَعدو بأسمال السنين

قَلَقي رِدَائِي، بُرْدَتِي أَوجَاعي
    جُثَثُ الرِّثَاءِ تَهِيْمُ فَوْقَ ذِرَاعِي
يَا فِضَّةَ الأَحْلامِ حِزْمَةُ أَضْلُعِي
    أَضْحَتْ تُمَوْسِقُهَا لُحُوْنُ وَدَاعِي
أَقْدَاحُ صَبْرِي دَائِمَاً مَكفُوءَةٌ
    في رَمْلِ قَهْرِي وَانْهِزَامِ صِرَاعِي
أَعْدُو بِأَسمَالِ السِّنِينَ وَتَارِكَاً
    خَلْفِي غِنَاءُ البَدْوِ وَالزُّرَّاعِ
عَهدي جَرَادُ الهَمِّ يَقضِمُ جُثَّتي
    وَيَتِيمُ ظَنِّيَ بِالمَظَنَّةِ سَاعِي
قَارُورَةُ الزَّمَنِ القَدِيمِ قَصِيدَةٌ
    وُلِدَت عَلَى طِرسِي وَبُؤسِ يرَاعِي
مَن يُبصِرُ الصُّبْحَ المُذَابَ عَلَى شَفَا
    قَلْبِي وَيَسْأَلُ عَنْ جَفَافِ تِلاعِي؟
أَمْسَى حَنِينِي صَوْلَجَانَ مَحَبَّتِي
    رَصَّعْتُهُ مِن جَوْهَرِ الأَوْجَاعِ
ذِكْرَى تَرَانِيمِي نَحَرْتُ لُحُونَهَا
    فِي لَيْلَةٍ عَصَرَت سَنَا الإبدَاعِ
أُزْجِي تَنَاهِيدِي، أَمُجُّ صَبَابَتِي
    لا بَأسَ في وَصْلٍ قَرِينُ وَدَاعِي
مَفقُوءَةٌ عَينُ الوِصَالِ بِجَفْوَةٍ
    مِن قَلْبِ مَن دَلَّت عَلَيَّ ضَيَاعِي
جُوعُ الهُيَامِ يَمُصُّ لَحْمِيَ تَارَةً
    وَالحُزْنُ يَحْطِبُ تَارَةً أَضْلاعِي
ذَا صَوْتُكِ الرَّقْرَاقُ حِينَ يَمُرُّني
    يَأتِي يُنقِّطُهُ الحَيَاءُ الدَّاعِي
إِنِّي عَشِقْتُكِ وَالمَحَبَّةُ مَركَبٌ
    وَالشَّوقُ بَحْرِيْ وَالرَّجَاءُ شِرَاعِي
كَهْلٌ كَمَا شِئْتِ رَمَاهُ زَمَانُهُ
    لِلمَوتِ رَائِحَةٌ وَيَأَتِي النَّاعِي
كُنْتِ وَمَا زِلْتِ حَبِيْسَةَ خَافِقِي
    وَبِسَاحَةِ الخَفَّاقِ تَسْمُو قِلاعِي
تَبقَى أُنُوثَتُكِ لَذِيذَ مَوَارِدِي
    وَبمَحْفَلِ العُشَّاقِ أَنتِ مَتَاعِي
عُودِي إِلَيَّ كَمَا تُرِيدُكِ أَعْيُنٌ
    مَلَّتْ تُرَاقِبُ رَبْكَةَ الأَوْضَاعِ
يَا عُودِيَ المَبْرِّيُ عِمْتَ مَسَرَّةً
    هَلّا رَثَتْكَ مَحَابِرِي وَيَرَاعِي

ذو صلة