مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

لحن المراثي

أنا لحنُ المَراثي في الليالي
وناياتٌ تنوح على التوالي
أنا ضَوءُ الحقيقةِ كالهلالِ
أنا بدرٌ ونصفي في اكتمالي
 أحبكَ رغمَ آهاتي وحزني
أحبُّكَ رغمَ ما يأتي ببالي
ألوّن من مجازاتٍ حروفي
وأهمسُ بالقصيدة في ارتجالي
وأقرأُ في فَناجينِ الحيارى
حروفَ الصمتِ ترجمةَ السُّؤالِ
وفي كفِّي قَرأتُكَ ألفَ معنى
وذا المَعنى يُوضّحُ ما جَرى لي
فلا تقصُصْ رؤاكَ على المَرايا
ولا تسألْ على مَنْ لا يُبالي
فَيُنشِدُني حنينُكَ قابَ ذكرى
يُهذبُني وأصْحو منْ خِلالي
أنا منشودة في يُتم حالي
وحالي تائه رغم اعتزالي
أنا مرآةُ ماءٍ بانعكاسٍ
شَفيفُ الروحِ يجري من خلالي
أنا ظلُّ المَرايا في السَّواقي
تُشاكسُني البَراري في التِلالِ
تُشكلني كطينٍ في مَداهُ
تَندّى الطينُ بالغيثِ الزُلالِ
بجذع الأمنياتِ أهُزُّ طرفي
مِنَ الذكرى، يُغرّبُها ارتحالي
أكلمُ كلَّ أشيائي بصمتٍ
يُتَرْجِمُ صَمتيَ المنحوتُ حالي
أسائلُني كدرويشٍ حزينٍ
لمَ الأحزانُ والصبرُ ابتهالي؟
يضيءُ الوجْدَ في الوجدان حتى
أغيب عن التَصَحُّرِ في ارتحالي
يَقُدُّ الصَبْرَ نُوراً في المُحَيَّا
يُطوفُ على مَقاماتِ المَعَالي
ومن عمق الحنين يهز بعضي
ويَعصِفُ بي شُكوكاً في خيالي
أنا ظِلٌ قَديمٌ في سُكوني
أرى الأشياءَ منْ شَقِ الجمالِ
ومِنْ عُمْقِ التَوجُّسِ والخَطايا
أراك أراكَ تسرحُ لا تبالي
وتسْكبُ في كؤوسِ العشْقِ خمري
وتشرَبُ مِنْ مَلذّاتِ الحَلالِ
أنا مَوجٌ يَطوفُ بلا وضوءٍ
ويَغسِلُ بالخطايا في الرمالِ
يُمَشطُ ريحَ من عبروا، ومروا
ويَمسَحُ عنّي ردَّاتِ انفعالي
على شطِّ الأمانِ غفوتُ لمّا
رأيتُ اللهَ نُوراً في الأعالي
مَددتُ يَدي ليُسْقيني رذاذا
ويَغْسِلُني ذنوباً كالجبالِ
أنا منسية عند اغترابي
أنا مبعوثة الأقصى الشمالِ
سأجعل منك حيّاً في يميني
ومنْ أقصايَ مُختَزلاً وصالي

ذو صلة