مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

للكلمة أثر

قد يتشكل في ذهن البعض أن الكلمة ليس لها أثر وأنها مجرد كلمات عابرة، لكن قد يكون وقعها على النفس كحملٍ ثقيلٍ تنوءُ بحمله، وفي الظاهر أن الكلمات تكون في مجرى حديثٍ غير مقصود، ولكن بشكل أو بآخر قد تكون الكلمة كحجر يثقل على من وجهت له، وفي الحقيقة تكون الكلمة ذات قيمة بعاملين أساسيين، وهما: مدى أهمية الشخص الذي ألقاها بالنسبة لك، ومدى خلفية الكلمة لديك، ففي بعض الأحيان تكون الكلمة بلا معنى لكن وقعها له دويٌ لارتباطها بمعنى يلامسك.
هل جربت مرة وأن أخبرت شخصاً مقرباً لك عن موقف حصل معك، ولكنه لم يبدِ مثل ردة فعلك على نفس الموقف؟! أعتقد الأغلبية مروا بذلك، والسبب لأنه قد يرى الموقف من منظور آخر، وقد لا يكون مؤثراً أو ذا معنى بالنسبة له، وذلك ما يؤكد أنك أنت وحدك من يعطي للكملة والموقف حجماً.
جرّد الكلمة من معناها؛ ستصبح مجرد كلمة أنت من يضع لها قدراً ويدعها تتحكم في مشاعرك وفي رؤيتك للأحداث. أعيدها مجدداً: للكلمة أثر؛ لكن أنت وحدك من يجعل أثرها قوياً أم لا. لا تدع الكلمات تتحكم بك، بل أنت من يتحكم بها.
ثمّن كلماتك واجعل لها وزناً، ولا تنطق إلا بالحسنى، وقسها على نفسك، وألقِ لها بالاً واعتباراً، والمغزى من ذلك ليس فقط لتراعي الشخص الذي أمامك، بل لتراعي نفسك أولاً، فلا ترضى على ذاتك أن تكون فارغة غير مبالية بمن حولك.
أخيراً تجد حولك في حياتك كيفما كانت العديد من القريبين والعابرين، ولكلٍ منهم تصوّر عنك وعن كلامك ومنطقك، فاحرص أن تنطق بالتي هي أحسن، ولا تستكثر القول الليّن والكلمة الطيبة فإنها صدقة، وكما ضرب الله مثلاً (للكلمة) بالشجرة، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ) (سورة إبراهيم: الآيات 24 - 26).

ذو صلة