مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

جازان

داري الرياض وما أرضى بها أخرى
        مهما يَزِدْ غيرُها في الحَضِّ والإغرا

لكنَّ عندي لـ(جازانٍ) مزيد هوى
        يسوقني نحوها -هذا الهوى- قسرا

والعشقُ في معظم الحالات ليس له
        مُسَوِّغٌ، فهو يأتي -غالباً- قهرا

ولستُ مختلفاً عمَّن يماثلني
        لكنَّ لي في هواها حُجَّةً أخرى

أغدو أسيراً لها ما إنْ أُلمُّ بها
        وهل له حيلةٌ من كان في الأسرى؟

ولستُ أبحث عن فكِّ الإسار فلو
        أُطلقتُ، عدت إلى زنزانتي فورا

***

عن أهل جازانَ حدِّثْ دونما حرجٍ
        مهما تَقُلْ فيهِمُ لن تُكملَ السَّطرا

فيهمْ سخاءٌ وإحسانٌ وتضحيةٌ
        ونجْدةٌ للذي حلَّت به عُسرى

ومثلما اكتملت أخلاقُ قاطنها
        توافرتْ في فضاها المتعةُ الكبرى

صالاتُها شُغلت علماً ومعرفة
        وأعذبَ القولِ إنْ شعرا وإن نثرا

***
حَكَتْ طبيعتُها إبداعَ خالقها
        فجاوزتْ كلَّ وصفٍ قِيلَ أو إِطرا

انظر هناك ترَ الأطواد شامخةٌ
        أدنتْ عليها جلابيباً لها خُضرا

وفي السهول جَرَتْ وديانُها فبدتْ
        تحت المياه، حصاها يشبه الدُّرَّا

وغنَّتِ الطيرُ فوق الأيكِ صادحةً
        لمَّا تذوَّقَتِ الأوراق والزَّهرا

وإن سمعتَ هديرَ الموج مصطخباً
        فانظر هنالكَ.. تُلفِ الشَّطَّ والبحرا

هنا يطيبُ مساءٌ يلتقي نفرٌ
        أحبَّةٌ، يرقبون المدَّ والجزرا

وفيهمُ مطربٌ يشدو لهم، جَذِلاً:
        (ما أجملَ الفنَّ في جازانَ والشِّعرا)!

ذو صلة