مجلة شهرية - العدد (584)  | مايو 2025 م- ذو القعدة 1446 هـ

تشـــــاؤل

عندما علم أن الشرطة تطلبه اضطرب كثيراً، وركبه خوف لم يمكنه من التصرف بتروٍ وهدوء، حتى شارف أن يقول كالمريب خذوني.
كثيراً ما يتشاءم بيوم السبت وهو متوجه إلى عمله، ويصفه بالوجه الطويل، وأحياناً يجنح بخياله تمادياً، فيخلعه على المرأة القبيحة.
يقطع يقيناً بأنه رآه في يومه أو نومه، فيجتمع عليه التشاؤم والوسواس.
هو يعرف أن الشيطان أعور بعين واحدة وكذلك الدجال، فاستعاذ بالله منهما، لكنه على يقين بأنه لم يقترف جرماً يستدعي الشرطة أن تطلبه، وذهب ليرى جلية الأمر، فتبوأ مكان المجيب على أسئلة انهالت عليه كالصواعق، تحمل تهماً فيها تلفيق، أو تشابه أسماء، أو سوء اللبس، وقبل أن يسقط منهاراً حُمل إلى المحكمة، فهي الفرصة الوحيدة التي ستجعله يعترف عند القاضي بكل شيء، وبعد مداولات، حُكم له بالبراءة.
طار فرحاً ونزلته سكينة لم يعهدها من قبل، فهتف من أعماقه: (يحيا العدل)، ثم تقدم إلى القاضي ليشكره، فتريث أمام وقاره، وهو يمسح نظارته السوداء وقد خبأت خلفها عيناً وحيدة.
عندما علم أن الشرطة تطلبه اضطرب كثيراً، وركبه خوف لم يمكنه من التصرف بتروٍ وهدوء، حتى شارف أن يقول كالمريب خذوني.
كثيراً ما يتشاءم بيوم السبت وهو متوجه إلى عمله، ويصفه بالوجه الطويل، وأحياناً يجنح بخياله تمادياً، فيخلعه على المرأة القبيحة.
يقطع يقيناً بأنه رآه في يومه أو نومه، فيجتمع عليه التشاؤم والوسواس.
هو يعرف أن الشيطان أعور بعين واحدة وكذلك الدجال، فاستعاذ بالله منهما، لكنه على يقين بأنه لم يقترف جرماً يستدعي الشرطة أن تطلبه، وذهب ليرى جلية الأمر، فتبوأ مكان المجيب على أسئلة انهالت عليه كالصواعق، تحمل تهماً فيها تلفيق، أو تشابه أسماء، أو سوء اللبس، وقبل أن يسقط منهاراً حُمل إلى المحكمة، فهي الفرصة الوحيدة التي ستجعله يعترف عند القاضي بكل شيء، وبعد مداولات، حُكم له بالبراءة.
طار فرحاً ونزلته سكينة لم يعهدها من قبل، فهتف من أعماقه: (يحيا العدل)، ثم تقدم إلى القاضي ليشكره، فتريث أمام وقاره، وهو يمسح نظارته السوداء وقد خبأت خلفها عيناً وحيدة.

ذو صلة