مجلة شهرية - العدد (584)  | مايو 2025 م- ذو القعدة 1446 هـ

كِتاب

بمناسبة اليوم العالمي للكتاب: 23 أبريل


أنتَ يا آخِرَ الأصدقاءِ،
إذا عنَّ لي سَفرٌ خَلفَ مَوجِ الكَلامِ
تظلُّ نَسِيَّ المسافاتِ مثلي..
نسيَّ الليالي.. نسيَّ السَّهرْ

كنتَ لي غفلةً تتوسَّع حتَّى هُطولِ المَطَرْ
كنتُ أصحبُك اللَّيلَ حتَّى يُطلَّ بشُرفتِه في الأقاصي قَمَرْ
مثلَ طِفلَين كنَّا نُؤرجحُ ضَحْكاتِنا في غُصُون الشَّجَرْ
والثِّمارُ المدلَّاةُ ناضجةٌ في امتداد السِّنينِ
وناضجةٌ في انحسارِ البَشَرْ

يا غريباً، ويا قابعاً في الرُّفوفِ،
كمثلِ النَّزاهةِ في زمن الزَّيفِ، قل لي:
بماذا تفكِّر، حين الغصونُ ترى الكفَّ تشحذُ رأسَ الرِّماحِ،
وتتركُ فيكَ الثَّمرْ؟!

واقفاً في سطورِك اسألُ:
كيفَ قرأناكَ دهراً،
وليلُ الغرائزِ يشتدُّ
لا شمعةٌ في الضلوع تدومُ بأوَّل عَصفٍ
ولا همسةٌ تستمرُّ بمجرى السَّحَرْ

أنتَ يا آخِرَ الأصدقاءِ،
إذا غادرَ القَلبَ سمَّارُهُ لم تُغادِرْ
وإن قَصقَص الوَقتُ أطيارَهُ عدتَ طائرْ
فمُدَّ جناحَيك؛ كي أقطِفَ الفكرةَ الهاربَةْ
مُدَّ لي الحرفَ جِسراً إلى البهجةِ الغائبَةْ
إنَّ لي أحرُفاً تتسكَّع في الذِّكرياتِ
وما بَرِحت ساغبَةْ
إنَّ لي جملةً تتعثَّر في مَشيِها فأثِر نقعَها
وانفثِ الأمنَ في رُوعِها
وأقلْ قلمي، لا يهُمُّ إذا كانَ (سَحبانَ)، أو كانَ (باقِلْ)
أَقلْهُ إذا جَفَّ، مِن حِبرِ باطِلْ

أنتَ يا آخرَ الأمنَاءِ،
الذي لا يخبِّئ شيئاً
تحدِّثُني مِثلَما أنتَ مبتهِجاً سَمِجاً..
مُوجِعاً مُمتِعاً..
مُشقِياً، ومُضِلّاً إلى اللَّحظةِ السَّاطعَةْ

ذو صلة