مجلة شهرية - العدد (570)  | مارس 2024 م- شعبان 1445 هـ

طنجة

تكالبت الهمومُ على فؤادي        وسَدَّت في طريقي كلَّ فُرجَةْ
فناشدني الفؤاد: أريدُ حلّاً        يُفيضُ عليَّ أفراحاً وبهجة
فقلت له: أعندك أيُّ رأي؟        فإني مُبحرٌ أغوتْه لُجَّة
فقال: أجل. كلانا ذو مَرامٍ        بدا لي واضحاً أُلهمتُ نهجَه
كلانا مغرم قد فاض شوقاً        وزاد به إلى أن فاقَ أوجَه
فعجّل إن أردت لنا شفاءً        هلمَّ بنا سريعاً نحو (طنجة)
هناك تُريحني وتُريح نفْساً        بجوفك تشتكي في كل خَلْجَة
ترى الآثار شامخةً لتروي        حضاراتِ العروبة والفرنجة
ويُمتُعكَ التَّنزَّه في هضابٍ        وفي وادٍ، وشلالٍ وحَرْجة
وثمَّة ملتقى البحرين يحكي        جمالَ لقاءِ من تهوى ووهجَه
هنا تتصارع الأمواج فانعم        بمنظر موجةٍ في إثْر موجة
لها صخبٌ كأطفال تبارَوا        ففرحتُهم تزيد بكل ضَجَّة
وإنْ حلَّ الأصيل فلا تبارحْ        مكانَك قبل أن تُضويك دُلجة
فتسهرَ معْ قراءاتٍ لشعرٍ        تُرافقُ عزفَ عُودٍ أو (كمنجة)
ويتلو ذاك تنغيمٌ لـ (أُرْجٍ)        ورقصةُ طَفلةٍ هيفاءَ غَنجة
بلادٌ زادها ربِّي جمالا            فصارت للسياحاتِ مَحجَّة
يُقدِّرُ ساكنوها زائريهم            ويزدادون إشراقاً وبهجة
فسلَّمْتُ القِياد إلى فؤادي        وأكملنا الطريق معاً لطنجة

ذو صلة