مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

في محراب الجمال

هتفَ الشِعرُ يا ربيعُ فهاتِ
        عُودَ قيثارتي وعزفَ قناتي

النسيم الفواح والمنظر الحُسـ
        ـنُ، وسحرُ الندى ولحن الحياةِ

ورياضاً تهيمُ بالشدو هيفا
        ءَ بهاء كعهدها باسقاتِ

والأصيل الصبوح في باسم الكو
        نِ عروسُ الشباب نبضُ الغداةِ

وهِتافُ الهوى، وراويةُ الحـ
        ـبِ وحادي لُحونهِ الباسماتِ

موكب الشاعرِ الرقيقِ مهادٌ
        للحيارَى، وبلسمٌ للنجاةِ

غرَّد الطيرُ حولهُ فهفا يسـ
        ـتمرئُ الحُسنَ، والقِيان الشُداةِ

وعلى غُصنِهِ يَمِيسُ هَزَارٌ
        وإلى دَوحِهِ ترفُّ رُباتي

ذاك سحرٌ من الجمالِ جمالٌ
        منبع الحسن محفلي وسماتي

فوق تلك الربى سكبتُ من الشعـ
        ـرِ نشيداً نسجتُهُ من حياتي

وعلى هذه الضفافِ تملَّيـ
        ـتُ بهاءَ الأنوارِ والقبساتِ

والقصيدُ المسموعُ فوق سماها
        سرُّ ذاتي، وفيهِ بعضُ صفاتي

فاسمعوني إذا نطقتُ عن الوجـ
        ـدِ فإني أهيمُ في ذكرياتي

قد رعى اللهُ بالفؤاد وداداً
        في جنانٍ تسمو بنا عطراتِ

وأريجاً كأنه نفحة الرو
        حِ خفوفاً يرفُّ بالنسماتِ

ويهيمُ الحبيبُ شوقاً لطيفٍ
        فَيُجلي المخفيَّ من نجواتِي

مَن تُرى ألهب المدامع جمراً؟
        وأهاج الأشواق في خلجاتي

وأثار الأيام فالقلبُ يشجُو
        وهو مصدوعٌ ناح بالنكباتِ

السراجُ المنيرُ يَبرُقُ في أعـ
        ـطافِهِ والسَنا يضيءُ قناتي

أيُّهَذا الخَلِيلُ وَيحَكَ أعييـ
        ـتَ فَسِرْ بي على ضفافٍ وهاتِ

أنا في دوحها أُعانِقُ في فَجـ
        ـرِ رَبِيعِي أياميَ الناضراتِ

أنا في دوحها كطائرِ أيكٍ
        شَدوُهُ زانَ حسنهُ في الفَلاةِ

أنا في محرابِ الجمالِ هزارٌ
        والقوافي العصماءُ من صدحاتي

ذو صلة