قالت: أيا عاشقاً في صَدرهِ أمضي
غَسِّلْ رُفاتَكَ ماءً غاضَ في وَمضي
قُضبانُكَ الدُّرُّ رِيشٌ كَمْ يُداعِبُني
أغزُوكَ بَعضاً تَماهى الكُلُّ في بَعضي
أُنثايَ تَغتالُ مَن تَهواهُ مُحيِيَةً
فالسُّمُّ مِن كأسِها بالخُلدِ لي يَقضي
مِن رِيشِها أسبَغَتْ خَمراً على مُدُني
فَرَفْرَفَتْ خَلفَها بَسْطاً بِلا قَبضِ
تَزَيَّنَتْ وَالثَّرى مِن تَحتِها شُهُبٌ
وَذي السَّماءُ تُحاكي النَّهرَ في الفيضِ
حِيناً تُداعِبُنا حِيناً تُباعِدُنا
في كُلِّ قُربٍ كما الغِزلانِ في الرَّفْضِ
كيفَ استحالتْ هُدوءَ اليَمِّ، غَضبَتَهُ
مِن جَمرِها بُعِثَتْ تَروي ظما الأرضِ
تَختالُ عازِفةً رِيحَ الوُرودِ لَنا
فالعِطرُ وَاللَّحنُ كأسُ الرُّوحِ إذْ تُفضي
تَسمُو مُحَلِّقَةً في أرضِ فِطرَتِنا
طارتْ فَكُنَّا خُشوعَ القَلبِ في الفَرضِ
هِي الأخاديدُ تُبنَى عَن لَظى عِوَضاً
فما ألذَّ شِتاها خامِرَ الحَوضِ!
أُنثى سأكْتُبُ عَنها نِصفَ أُغنِيتي
وَنِصفها الآخَرَ الأوتارُ في نَبضي
كَذَّابَةٌ في حَديثِ الحُبِّ ما صَدَقَتْ
فَالعَينُ أوحَتْ بِما في الثَّغْرِ مِنْ غَيضِ
في سِدرةِ المُنتَهى الأفلاكُ تَصحَبُها
مُجنا وَماجَتْ خُطوطُ الطُّولِ وَالعَرضِ