مجلة شهرية - العدد (591)  | ديسمبر 2025 م- جمادى الثانية 1447 هـ

خلود بطول الزمان

هي الوجد يسري انتشاءً بنبضي        هي الخِصبُ يهمى رذاذاً بأرضي
هي النورُ يشرقُ فيضاً فيُهدي        إلى سُبُلِ اللهِ غيثاً ويُفْضي
بها قد أُنِيرَتْ فضاءاتُ علمٍ        بها فاح وردٌ فعطَّر روضي
هي اللغةُ الأُمُّ عشقٌ تليدٌ        بقلبي وفكري، هوىً فيه أمضي
زلالٌ يُرَوِّي الفؤادَ فيأتي        بحُلوِ ثمارٍ تَلَذُّ فتُرضي
بها العُربُ صالوا وجالوا فنالوا        خلوداً بطولِ الزَّمانِ وعرضِ
هي العربيةُ حُبٌّ مداهُ        يسافرُ عشقاً بروحي ويمضي
فيسحَرُنِي قَبَسٌ من ضِياها        ويأسِرني نورها مثل ومضِ
بقرآنِ رَبِّي شَرُفتِ يَقِيناً        وصانَكِ مَن بالمحبَّةِ يَقضِي
فصرتِ مليكة كلِّ اللغاتِ        تتيهينَ نُطقاً بنفْلٍ وفرْضِ
وتبقينَ رغم الجحودِ عطاءً        وضادُكِ تسمو بجوٍّ وأرضِ
أيا لُغتي كم أحبكِ نحواً        بصرفٍ، وأهواكِ رفعاً بخفضِ
ولكنَّ حزني عليكِ كبيرٌ        إذا ما أُصِبتِ بجُرحٍ مُمِضِّ
تناسى بنوكِ فضائِلَ أُمٍّ        وغالوا كثيراً بهجرٍ ورَفضِ
فيا لغةَ العزِّ والكبرياءِ        وإنكِ سيدتي كلُّ عِرضي
أدافع عنك إذا الحاقدونَ        رَمَوْك بِسَهْمِ جُحودٍ وبُغْضِ

ذو صلة