مجلة شهرية - العدد (591)  | ديسمبر 2025 م- جمادى الثانية 1447 هـ

أنا والجدار

لِمَ لا يجيء الصباح؟
هل أطالتِ الظلمةُ نومَها،
أم تاهَ النهارُ في غيمِ النسيان؟
أنا في المدى،
لا أرى نفسي ولا أراك.
أنا سؤالٌ يتعثّر في ذاته،
ظلٌّ يبحث عن جواب.
أأنا نطفةٌ في رحم الغيب، أم كونٌ ضاقَ بفضائه؟
أأنا حربٌ أكلتْ سلامي، أم سلامٌ فقد طمأنينته؟
أأنا تعبيرٌ يولَد من الصمت، أم صمتٌ يُنجب التعبير؟
يسقط الجدار،
لكن نحو أين؟
نحوي؟ أم نحوه أتهاوى، كما تاهت الريحُ في فراغها؟
أأهرب من المنشود خوفاً،
أم أركن إلى المصير كما يركن الغريقُ إلى الموج؟
أنا لا أُدمّر ولا أُدمَر،
أنا المسافةُ بين السؤالِ والجواب،
السندُ والمسنود.
أنا الجدار،
أنا الشقُّ في الجدار،
أنا الذي يزلزل الحائطَ بأحلامي،
ويعيده بالصمت.
لستُ الثابتَ الذي لا يهتز،
ولا المهتزَّ الذي لا يثبت،
ولا بين ذاك وذاك،
أنا الكل والعدم.

ذو صلة