يحضر الموروث الشعبي للمجتمعات بوصفه ذاكرة تحوي سجلات الثقافة لشعب أو أمة ما. وعلى هذا الأساس تتركز الجهود الرسمية والشعبية لصون الموروث والعناية به، وليس أدل على ذلك فيما يتعلق بالموروث المادي من المتاحف التي تستهلك في تأسيسها وبنائها وتشغيلها مبالغ مالية طائلة، وكل ذلك من أجل التعبير عن حجم التقدير الذي تحاط به رمزيات الموروثات الشعبية.
وفي الجانب المقابل يحضر الموروث الشعبي غير المادي، متمثلاً في الأهازيج والحكايا والفلكلور.. وغيرها، بما يمثل الذاكرة المعنوية للشعوب، وسجل عصورها، وديوان فنونها وحضارتها، ما يجعل من الهوية مزيجاً يرتكز في أصله على مُعطى الموروث الشعبي الذي يعبر عن جوهر المجتمعات والثقافات والشعوب والأمم.
في السعودية دأبت وزارة الثقافة على تخصيص كل عام لمجال ما، وخُصِّص هذا العام 2025م للحرف اليدوية التي تعد مكوناً أصيلاً من مكونات حقل الموروث الشعبي، وقبل ذلك كان عام القهوة، وعام الخط العربي.. وغيرها.
هذا السياق يستدعي التفكير وفق المنظومة العربية كافة، لتشكيل ما يمكن أن يُنظم العناية العربية بالموروث الشعبي العربي، وهو ما يتحقق عبره إحياء اللقاءات والمهرجانات العربية التي تحتفي به وتستعيده وتُذكر به، أيضاً توجيه الدراسات والأبحاث حيال قراءة هذا الموروث، ثم الاتجاه نحو استثمار اقتصادياته.
ختاماً، من المهم الالتفات نحو الجهود الفردية، تلك التي بادر أصحابها بجهود محدودة وموارد ضئيلة إلى إنشاء المتاحف الشخصية، وترميم المباني التراثية، وتحويل مقراتها إلى مزارات غير ربحية، مستهدفين الحفاظ على الموروث الشعبي في مجمله، متمثلاً في شكل البيت القديم، وتطريزه بكافة الأدوات والمقتنيات.
فشكراً لكل من عمل وقدّر واحتفى بالإرث، وأهلاً بكم إلى هذه السياحة في حقل الموروث الشعبي العربي.