أحكي لكم عن فتاة نسِيَ الليلُ اسمها، ونسِيَ آخر حُلم سقط من غمازتيها عند عتبة الباب، وعن ابتسامتها التي أشرقت بها السماء،
وتماهى في فنجانِ قهوتها ولم يسقطْ في رغوته!
ونسِيَ أن يهمسَ في أذنها، بأنكِ أكثر لذةً من هذه السوداء، وأكثر فتنةً من ألف زهرة هنا!
ونسِيَ أن يُقبّلها، حتى طار الصباحُ بفستانها بعيداً.
أدارت وجهها الكرويّ،
وقالت:
من أنت؟!
هل نسيك الظلامُ هنا، في هذا المقعد الساخن، وهل أنت العشيق الذي أحدقُ كل ليلة في عينيه في المرايا؟!
وما حكايتك مع الصبايا؟!
ومع القبيلة،
ومع الصحيفة،
وكيف انتزعت الصدارةَ من غمدِها، والجسارة من عنقها،
من أنت، وهل تسمح لي أن أرافقك إلى عالمك الذي تكتب فيه هواجسك؟
هل تسمح لي، أن أفتح لك دفتري، كي تكتبَ في زرقتهِ أقصوصة قد خالجتها الشكوك في صحةِ وقوعها في الريفِ الشتوي،
وهل تسمح لي أن أدلل قصيدتك، التي كتبتها لي، وأُمشّط شعرها الطويل، وأكسر وزنها..
من أجل أن يستقيم قوامها الأنثوي!
وبعدها سأفتح لك باب المقهى، وسوف تمضي مع حبيبتك الأولى، ومع ليلك السائل ماؤه في المرايا،
أعدني
أن تصاحبك ابتسامتي في النجوم!