وحدي.. ووحدي
آثِماً.. ونبيَّا
وحدي
أنيقاً.. حانقاً.. منسيَّا..
وحدي وجبريلي
وكأسَ نبوتي..
ونبوءتي مذ كنتُ:
كنتَ شقيَّا!
أُلْهِمْتُ وحْيَ الأغْنياتِ
وآيتي..
وترٌ يُسبِّحُ..
كالمُنى.. عفْويّا
فطرقْتُ أبْوابَ السَّماءِ مُردداً..
إيقاعَ لحْنٍ..
لمْ يَكُنْ مرْويّاً
ونثرْتُ موَّالي مواسِمَ حِنْطةٍ
للنايِ.. فانْبَلجَ الصَّبَا قَمْحيّاً
ونمى بقَدْحِ خُطايَ..
خيْطُ سحابةٍ
كانتْ لِحَدْو التَّائهينَ رَوِيّاً
شربُوا..
فما عَطِشتْ قِلالُ ضياعِهم
وتقاسمُوا كِسَرَ المَجَازِ سخيّاً
وتواترُوا.. تُلْمودَ أشْجاني الَّتي
دَندَنتُ عمْراً.. هادياً..
مهْديًّا..
ويقولُ أعْتقهمْ:
أيَشْرَقُ بالنَّدى..
مَنْ أَخْمَدَ الطُّوفانَ فيه صبيّاً؟
مَنْ لقَّنَ الأشْياءَ..
أصْدَقَ دمْعها
مَنْ طَامنَ المصْلوبَ والمنْفِيَّ
مَنْ قسَّمَ الأحْزانَ..
ثُلْثاً بيْنكمْ..
ومضى بثُلْثَيْ بُؤسِكمْ مرْضيّاً
أنا آدمُ الأسْماءِ
بيْن ملامِحي شَفَقُ الإلهِ..
سُلافَةً وطِمِيّاً
بي ألْفُ ندْبٍ مِنْ تباريحِ الهوى
أنَّى الْتَفتُّ.. أرى العذابَ صِليَّا
أنَّى التفتُّ..
أرى السراطَ مشيَّداً
حتَّى بلغْتُ منَ الشُّحوبِ عِتيّاً
وأتيتِ..
يا عطشَ السَّرابِ.. ووحْلِهِ
وعذابَه المُنسابَ فيك شهيًّا
تتفتَّحينَ على المَشاهدِ غَيْمةً
فيضِجُّ ورْدُ العاشقِينَ نديّاً
ورمَيتني بهواكِ لحْظَتِها
وما.. أمْهلتني
أنْ أسْتدلَّ إليَّ
ومضيْتِ دُوني..
ويحَ قلْبيَ فارغاً..
فَزِعاً يَضُمُّ الفَقْدَ أنْدَلُسيّاً
والآنَ وحْدي..
والمسافةُ برْزخٌ
أردُ احْتمَالكِ.. بُكرةً وعِشِيّاً