مجلة شهرية - العدد (590)  | نوفمبر 2025 م- جمادى الأولى 1447 هـ

الفصحى.. شمس الحياة

وحُلْمُـ حياتيـ فيكِ ينمو ولو عَدَتْ عليه الليالي، وازدهى منه مُبْلِسُ
عصافيرُهـ تبني وتشدو، وذئبهُ على عَبَراتِ الروحِ يعْوي ويَخْلِسُ
ضَياعُكِـ مفتاحُـ المآسي وقِفْلُها وأقفاصُ أحزانٍ على الروحِ تُغْرَسُ
أجدِّدُـ حبيـ فيكِـ خَمْساًـ كمؤمنٍ يُصَلي، وكم يُخْطي، وهيهاتَ يَيْأسُ
يُقصِّرُ -في غير الهوى- جَيْشُ ودِّهِ كعَيْنٍـ غَفَت من جُهدِها وهي تحْرُسُ
فإنْ يَكُ من ذَنْبٍ فعذري بأنَّ لي فؤاداً على دربِ المحبين يجلسُ
يُحَيي على العشاقِ، يحنو لبعضِهم ويمشيـ كشيخٍـ بالخساراتِـ يَهْجسُ
يُرجِّي انْعِتاقَ المَدِّ والجَزْرِ مثلما يُؤملُـ خيرَـ البَرِّـ والبحْرـ نوْرَسُ
سلاماًـ علىـ يومٍ بدأنا بهِ الهوى وبُعْداً ليومٍ عن (جنى الوصل) يَحْبسُ
أُحِبُّكِ، لا أقوى ابتعاداً، وربما تَوَدَّدَــ حظٌّـ كانـ بالأمسِـ يَعْبسُ
شَريكةُ أنفاسي، وزادُ معارفي وماءـ خياليـ في يَبَابٍ يُكَرَّسُ
بها هَمْسُ أحلامي، وحزني، وضحكتي خرائطُـ يفنىـ العمرـ وهي تُوَسْوسُ
فما أحزنَ الدنيا وأخْزى نوالها إذاـ رحتُـ والأحلام فيها تُكَدَّسُ
***
ومعشوقتي (سحر البيان) قوامها بديعـ المعاني والتراكيبِ تَلْبَسُ
لها من سنا القرآن جيشٌ يصونها ومِنْـ نَفَحاتِـ العِشْقِ ما لا يُدرَّسُ
وعُشَّاقُهاـ ماـ لا يُعَدُّ، ونيْلُها عزيزٌ، وعن آلائِها الجهلُ يَخْنُسُ
طفا العمرُ لم أبلغ هواها، ولم أُغِظْ عِداها،ــ وماــ مثليــ بِظَنٍّــ يُعَرِّسُ
قصائد من ضَوْعِ الأزاهيرِ وَقْعُها على القلبِ أمضى من رَصَاصٍ يُقَبَّسُ
تشُدُّـ حِزامَـ الروحِ،ـ حتى كأنّنا بها في ليالي الحربِ قد نَتَمَتْرسُ
نداوي بها ما يَعْترينا من الأسى ونُثريـ بهاـ إنسانناـ حين يُفْلِسُ
نُفَكِّرُ…ـ نَسْترعي الخيالَ… نرى بها ونمحو بها المجهولَ إن جاءَ يحْدُسُ
أَمَعْشوقتي الفُصْحى رَجَوْتُكِ فامنحي وصاليـ قبولاً ليس بالوقتِ يَدْرُسُ
منحتُكِــ منيـ ماـ يَجُلُّ،ـ فبادلي غرامي، وإن كان الهوى لا يُهَنْدَسُ
أحبكِـ يا شمسَ الحياةِ، وحُضْنَها ومن ذا يلومُ الشمس إذْ تتغَطْرَسُ
وكم في حنايا النفس أقمار لا تُرى وفيـ صفحةِـ العشاقـ منـ ليس يَنبسُ
فإن قصَّرتْ عنكِ الحروف، فلم أزلْ بوصْلكِـ فيـ (بَرْدِ الدُّجى) أتشمّسُ
***
لكِ الحقُّ والعُتْبى، ولي ما أحِسُّهُ فهياـ بناـ بيتَـ النُّجومِـ نؤسِّسُ
نُجَدْوِلُ أيامَ الغرامِ ونلتقي علىـ صفحاتٍ للمعالي تُفَهْرَسُ
فيا ليتَ لي ما للنبيين من تُقى لأصنعَــ فيهاــ معجزاتٍــ تُقَدَّسُ
سأبحرُـ فيـ الدنياـ خفيفاً بحبِّها وكالطودِ عِشْقاً -ساعةَ الموتِ- أغْطُسُ
ذو صلة