تعاتبني الحبيبة حين أحسُو بكلِّ تلذُّذٍ - فنجان بُنِّي
تقول: أراك تمنَحُهُ اهتماماً أحسُّــ كأنَّهــ أقصاكــ عنِّي
فيسرحُ بي الخيالُ بكل نهجٍ وأشعرُـ بالإساءة والتجنِّي
***
مُنى قلبي لقد حيِّرت فكري أهذيـ غيرةٌ أم سوءُ ظنِّ؟!
سَلِي الفنجانَ يُنبئْكِ بأني أراكِـ بجوفِهِ تِلقاءَ عيني
لذاك ترينني أقضِي نهاري أحادثُهُــ حديثَـ المطمئنِّ
أفتِّشُ فيهِ عن أدنى دليلٍ بأنَّكِـ بِتِّـ في دَعَةٍ وأمن
لأنكِ - إنْ منازلنا تناءتْ - ظللْتِ على الدوام بعمق ذهني
وإنْ يمَّمْتِ في أيِّ اتجاهٍ أراكِـ بكل مُفترقٍ وركن
وألمحُ طيفَك المحبوبَ يرنو لناحيتيـ إذا أغمضتُ جَفْني
وما همِّي إذا ما قال صحبي: لقدـ أمسىـ بِهِـ تهويمُ جِنِّي
فما بي غيرُ مَسٍّ من حنينٍ يُبارحني إذا تدْنينَ مني
***
أبعدَ الآنَ تُبْدينَ انقباضاً؟ إذاـ سَلْهمتُ أو أرخيتُ ذِقني
دعي الفنجانَ يمنحْني سُلُوّاً ويُمدِدْنيــ بأفكاريـ وفنِّي
وإلاـ فلْتظلِّي معْيَ دوماً مُقابِلَ ناظِريّ ولصْقَ أذني