أنا وأنت من الأسحار والرقبا
والشمس طفلان في ركن الهوى احتجبا
وحكمنا في الهوى موت الجسوم معا
لينكس الحب أعلام الجفا غضبا
وقد يصح بذهن الحب مكرمة
توحد الروح بالروح التي نَهَبا
والحب ما وحّد الأغراض في الشُّعَرا
وفرَّق الشعر مما لوَّن الأَدَبَا
فلو ترجّح في ميزانه قدر
لكان للعاشقين السمع ما وَجَبَا
لكن أوجاعنا أقدارها سُكِبتْ
على محيّا النوى كي تَبْعثَ الأُدَبَا
إذ أضْرمتْ في كبود الإنس ملحمة
أبطالها ألم الأشواق ما كُتِبَا
وكلما أصبح الأحباب صبحهم
ذكرى الوصال مع الأمس الذي هَرَبا
فإن مالكة القلب الذي طَرِبَا
لِجَرْس ضحكتها عقلي الذي ذَهَبَا
قد قطّعتْ كبِدي والنار محرقة
وأنطقت طرفها والناي ما ثُقِبَا